29 - 06 - 2024

مؤشرات | عجائب في حرب غزة .. وشرط "ساسكونيا" أحدثها

مؤشرات | عجائب في حرب غزة .. وشرط

تتسع الفجوة بين الشارع ومواقف الحكومات فيما يخص الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا يوما بعد يوم، وتنتظر الدول العربية الحل من أمريكا والغرب، فيما نرى هرولة غربية أمريكية باتجاه تل أبيب دعما وتأييدا لدرجة أنه يمكن القول أن "أنطوني بلينكن" وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية قد أقام لنفسه مكتبا في تل أبيب، ليدير الحرب القائمة على غزة.

وتحولت زياراته المكوكية إلى تضييع وقت على الطرف العربي الفسلطيني، ومنح الصهاينة مزيدا من الوقت لإيقاع أكبر قدر من التدمير والقتل بين صفوف المدنيين، وتدمير كل مؤشر على الحياة، وجعل كل شئ متحرك هدفا لصواريخ وقنابل تل أبيب، وكأنه يقول أسرعوا في تنفيذ مهامكم لإفناء شعب فلسطين.

فيما خرجت علينا ولاية "ساكسونيا" الألمانية بشرط جديد لراغبي الحصول على "جنة جنسية ألمانيا".

فأحدث نكات ديقراطية أوروبا، ما أعلنته وزارة الداخلية في ولاية ساكسونيا الألمانية، بوضع شرط أساسي للحصول على الجنسية الألمانية وهو الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، مع التأكد من عدم وجود مؤشرات على معاداة للسامية، وتوقيع 

المتقدم للحصول على (جنسية جنة ساكسونيا) على هذه الشروط خطيا.

وقد قالت "تامارا تسيشانج" وزيرة الداخلية المحلية في ساكسونيا : الاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود "مصلحة وطنية لألمانيا"، و"الحصول على الجنسية الألمانية يتطلب الالتزام بحق إسرائيل في الوجود مع التأكد عند التجنيس "ما إذا كانت هناك أي مؤشرات تشير إلى وجود مواقف معادية للسامية".

والسؤال لأهل ساكسونيا، أين حقوق الفلسطينيين في الوجود وفي دولتهم؟!، أم أن هذا ضد الأمن القومي الألماني، بل الأهم في ديمقراطيتكم أن على المتقدمين للحصول على الجنسية أن يؤكدوا كتابة قبل التجنيس "أنهم يعترفون بحق إسرائيل في الوجود ويدينون أي مساعي موجهة ضد وجود دولة إسرائيل"، وما تقولون عنه أن الأهم هو "الجرائم المعادية للسامية  أو إنكار حق إسرائيل في الوجود"، ولا مجال للحديث عن حق شعب فلسطيني إما يعيش تحت الإحتلال والموت كل لحظة أو في الشتات؟!!.

ومع الأسف وعلى الجانب الآخر لا نرى سوى موقف عربي أقل ما يقال أنه متدنٍ وخائف ومرتعد، وفي "إنتظار جودو" الأمريكي القادم بحل حتما لن يأتي لأنه يقف مع الجانب الآخر، ومصدقًا، ومؤمنًا بكل مواقف إسرائيل، حتى ما يقال عن ارتكاب أعمال عنف وإغتصاب من جانب الفلسطينيين ضد النساء والرجال المحتجزات (الرهائن).

فعلا شر البلية ما يضحك.. تخيلوا في ظل هذا الحرب غير المتكافئة والتي تخوضها فعليا أسلحة الدمار الأمريكية في أيادي العصابة المحتلة في تل أبيب ضد النساء والأطفال والعجزة في غزة، بل في الضفة أيضا، يخرج رئيس أكبر دولة في العالم "جو بايدين" معلنا أن هناك انتهاكات عنف جنسي من الفلسطينيين بحق الرهائن؟!.. دون أن يلتفت إلى عشرات الألاف الذين قتلتهم قنابل وصواريخ بلاده، بينهم ما يزيد عن 70% بين أطفال ونساء وكبار السن.

بل من الغرابة والحماقة في مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا،  وألمانيا وفرنسا وكندا، وغيرها، هذا التأييد المفرط في دعم الموقف الأسرائيلي بشكل مطلق، والقول بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، .. معتقدين أن الشعب الفلسطيني سيقابل طائرات وصواريخ وقنابل تل أبيب الأمريكية الصنع بالقبلات؟!.

لقد قلنا ونقولها مرارا "إننا نعيش في عالم أعمى البصر والبصيرة"، فلا تنتظروا شيئا، إلا إذا كنتم أقوياء.
----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | استثمار زراعي .. ولا مكان لصغار الفلاحين





اعلان